الأحد، 9 أبريل 2017

أتصبرون


    


     ﴿وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا﴾

قبل خمس سنوات قرأت هذه الآية في منشور لأحد ألاصدقاء.. كتبها بلا تعليق ، ولكنّه كتبها بطريقة جعلتني أفيق ..
كتبها هكذا :
﴿وجعلنا بعضكم.. 
لبعض فتنة.. 
أتصبرون ﴾

فهمت لحظتها كل شيء ..
نعم كل شيء ..

إنّه اختبار صبر ..

ذلك المبتلى بعاهه او معصيه الذي مرّ بجواري .. إنّما هو اختبار صبر ! هل أدعو الله له ولي بالعافية ، أم أحوّله إلى مشروع نكتة ؟

تلك الشتيمة التي وُجهت لي دون استحقاق مني لها ، 
هي اختبار صبر ! هل أتغافل ، وأكون أنا الحليم الرشيد ، أم أحوّلها إلى قضيّة في المحكمة ؟

الموظّف الذي أخّرني -دون قصد منه - 
في تلك الدائرة الحكومية ، هو اختبار صبر ! 
هل أستثمر ذلك التأخير في ذكر الله والتسبيح ..
 أم أبدأ في نشر روح التذمّر ، والتهديد بالشكوى ؟

ذلك الذي سرق حذائي .. والآخر الذي وطئ قدمي .. والثالث الذي آذاني ببوق سيارته .. 
كلّهم فتنة لي .. أأصبر ؟

﴿أتصبرون ﴾

إذا عشت بنفسيّة شخص في اختبار يتعرّض لأسئلة اختباريّة .. ليست أسئلة مقاليّة ولا موضوعيّة وإنما أسئلة مواقف وتمحيص وافتتان .. 
عند ذلك ستحرص على دقة الإجابة ، 
وعلى استثمار وقت الاختبار ، وعلى ترتيب الإجابة وعدم تلويث ورقة الاختبار ، لأن كل شيء مرصود ..
 ومدرج في بنود التقييم ..
لأن الرقيب في هذا الامتحان هو الله :
﴿وكان ربك بصيرا﴾

إذن تحلّ بالصبر في جميع مواقف الحياة ..
لأن شهادة ونتيجة الاختبار هي : صابر ..
فإذا كُتب في شهادتك (صابر) .. 
فإن ذلك يعني الأجر اللامحدود ..
﴿إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب﴾ 

(علي الفيفي)

ليست هناك تعليقات: